وقال عبد الله : كنت أسمع أبي كثيرًا يسأل عن المسائل فيقول : لا أدري ، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف ، وكثيرا ما كان يقول : سل غيري فإن قيل له من نسأل قال سلوا العلماء ولا يكاد يسمي رجلا بعينه | الرابعة :: الكفاية و إلا أبغضه الناس ، فإنه إذا لم تكن له كفاية احتاج إلى الناس ، وإلى الأخذ مما في أيديهم فيتضررون منه |
---|---|
د ـ ويليها أن يقصد بإظهار عبادته وورعه وتخشعه ونحو ذلك أن لا يحتقر وينظر إليه بِعين النَّقص ، أو أن يعدَّ من جملة الصَّالحين وفي الخلوة لا يفعل شيئًا من ذلك ، ومن ذلك أن يترك إظهار النَّظر في يوم يسنُّ صومه خشيةَ أن يظنَّ به أنَّه لا اعتناءَ له بالنَّوافل | ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك |
وقال بعض السلف : إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمَّت خسارته.
13فقد قيل، ثم أمر به فسحب على زجهه حتى ألقي في النار | فالواجب على جميع المكلَّفين إخلاص العمل: صلاتهم، وصومهم، وصدقاتهم، وسائر أعمالهم، يجب أن تكون لله وحده، وأن يخصُّوا الله بها جل وعلا دون كل ما سواه، من: صدقة، حج، صيام، صلاة، قراءة، تعليم، دعوة إلى الله، إلى غير ذلك، يكون قصدهم من ذلك وجه الله والدار الآخرة، وأن ينفع المؤمنين، وينفع الناس، كما أمره الله |
---|---|
واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم ، وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والإخلاص | الخامسة : معرفة الناس |
وهذه قصة لطيفة وجميلة نختم بها كلامنا، ذكرها ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان يقول: عن جعفر بن زيد قال: خرجنا في غزاة إلى كابول، -تصور، المسلمون وصلوا إلى كابول منذ قديم الزمان- خرجنا في غزاة إلى كابول وفي الجيش صلة بن أشيم وكان أحد الصالحين، فنزل الناس عند العتمة، فصلوا، ثم اضطجع هو فقلت: لأرمقن عمله فأنظر ماذا يصنع هذه الليلة، فالتمس غفلة الناس - الناس ناموا وغفلوا- حتى إذا قلت هدأت العيون وثب، فدخل غيضة - مكان ملتف بالأشجار وخفي- قريباً منا ودخلت على إثره، فتوضأ ثم قام يصلي وجاء أسد - من أسود الغابة الموجودة- وجاء أسد حتى دنا منه، فصعدت في شجرة -المراقب خاف- قال جعفر بن زيد: فتراه التفت أو عده جرواً فلما سجد قلت: الآن يفترسه، فجلس من السجود ثم سلم، ثم قال: أيها السبع! اي ان أي فعل من العبادات البدنية او المالية او فعل خير هام حصرته الاية بالاخلاص وغير ذلك فلم يامرهم الله به وبالتالي فمن فعل شيئا دون الاخلاص فهو غير مقبول لانه خالف الامر.
14